طبقة الأوزون تحفظ الحياة على سطح الأرض
السقف المحفوظ
تعتبر طبقة الأوزون من العوامل المهمة للإنسان شأنها في ذلك شأن الماء والهواء، وذلك لأن هذه الطبقة التي تعلو عن سطح الأرض ما بين 30 ـ 50 كيلومتراً، تلعب دوراً رئيسياً في استمرار الحياة على سطح الأرض، فأي تغيير عليها أو فيها عادة ما ينعكس سلباً على حياة الإنسان والنبات والحيوان.
ولقد وصف الله سبحانه وتعالى الطبقة بالسقف المحفوظ في قوله تعالى «وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً».فلولا وجود هذه الطبقة لما كان شيء على سطح الأرض، لذا فقد حفظنا الله بها ومن خلالها.
ما هي طبقة الأوزون
الأوزون عبارة عن مركب كيميائي يتألف من ثلاث ذرات من الأوكسجين، وعندما تتحد هذه الذرات معاً تكون طبقة قادرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتمنعها من الوصول إلى الأرض.
حيث إن وصول موجة بسيطة من الأشعة فوق البنفسجية التي ترسلها الشمس إلى الأرض كفيلة بتدمير المناخ ورفع درجة الحرارة بشكل واضح اضافة إلى وقوع أعاصير وفيضانات وقتل الملايين من البشر، لذا فقد سَخر الله لنا هذه الطبقة «السقف المحفوظ» لتحفظ الحياة كاملة على الأرض ويقسم العلماء الغلاف الجوي نظرياً إلى أربع طبقات، الأولى: ـ التروبوسفير: وهذه الطبقة تمتد من سطح الأرض وحتى «11» كيلومتراً فوقها وفيها الهواء الذي نتنفسه.
الثانية: ـ الاستراتوسفير: وهي تمتد نحو «40» كيلومتراً فوق الطبقة الأولى (التروبوسفير).
الثالثة: ـ الميزوسفير: وهي تمتد فوق الطبقة الثانية بنحو «35» كيلومتراً وهذه الطبقة يبرد فيها الغلاف الجوي كثيراً.
الرابعة: ـ التيرموسفير: ـ وهي تمتد عبر الفضاء الخارجي وقد ترتفع درجة الحرارة فيها إلى ما يصل 200 درجة مئوية.
من هنا نلاحظ أن طبقة الأوزون تقع في الطبقة الثانية وهي «الاستراتوسفير».
تقول مجلة The Sience بأن الأوكسجين عادة ما يوجد في ذرتين ويرمز إليه ب(2-0) وهذا النوع من الأوكسجين هو الذي نتنفسه وهو الملاصق لسطح الأرض وهو يسمح بأية أشعة باختراقه بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس. أما الأوكسجين ثلاثي الذرة والذي يرمز إليه بA3 فهو غاز سام لونه أزرق وإذا وصل إلى سطح الأرض فإنه يسبب موتاً للإنسان ولهذا فقد أوجده في الطبقات العليا بعيداً حتى لا يصل إلينا وهو ما يعرف ب«الاستراتوسفير» أو الأوزون.
وتضيف المجلة بأن الشمس ترسل أشعة مبعثرة في كل اتجاه ومن بينها الأرض ولولا وجود طبقة ل«الاستراتوسفير» لوصلت جميع الأشعة التي ترسلها الشمس إلينا ومن ضمن هذه الأشعة الأشعة المسماة (Active Rays B) وهي أشعة نشطة معظمها فوق البنفسجية وعندما تندفع هذه الأشعة باتجاه الأرض فإنها تستمر في خطوط مستقيمة حتى تصل إلى طبقة (الاستراتوسفير)، عند ذلك تقوم هذه الطبقة بعمل فلترة لهذه الاشعة، أي أنها تعمل كدرع واقية للأحياء جميعها على الأرض من أشعة (Active- Rays B) .
وتمنعها من الوصول إلى الأرض تقول مجلة The Sience الأميركية بأن المسماة (Ray b) لو وصلت إلى الأرض فإن لها أضراراً كثيرة منها أنها تسبب سرطان الجلد إضافة إلى إصابة العين بالعمى الخفيف وهو نوع من المرض يسمى (بالإعتام) أي تصبح العين لا ترى إلاّ العتمة وعدم وضوح الأشياء أمامها وعندما تتعرض العين إلى جرعات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية (Active- Rays B) فإنها تصاب بالعمى الكلي.
ولهذا فإن وجود هذه الطبقة (السقف المحظوظ) مهم جداً في حياة البشرية كلها، ولولا هذا السقف المحفوظ لما بقيت حياة على سطح الأرض. من هنا نرى أنه عندما ازداد ثقب الأوزون في الاتساع فإن نسبة سرطان الجلد بدأت في الازدياد، وكذلك نسبة العمى.
الدول الصناعية هي السبب
إن نضوب الأوزون من الفضاء ووجود ثقب فيه يعود في الأصل، الى بداية السبعينات وذلك عندما كانت المنافسة على أشدها بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، وما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي على إنتاج طائرات أسرع من الصوت، حيث تمكنت هذه الدول من اختراع هذه الطائرات التي أصبحت تحلّق في منطقة «الاستراتوسفير» وهي منطقة الأوزون ولهذه الطائرات محركات قوية للغاية، حيث كانت محركاتها تطلق أكسيد النيتروجين (Nocs) .
وكان هذا الأوكسيد يؤدي إلى تآكل الأوزون، ومع استمرار التجارب العلمية وزيادة التجارب النووية والطلعات الجوية زادت نسبة التآكل للأوزون، مما سمح بالتالي للأشعة (Active- Rays B) بالتسرب من خلال فتحة الأوزون إلى الأرض إلا أن الأبحاث العلمية أضافت بعداً جديداً وأسبابا أخرى لتآكل الأوزون وهي استمرار الدول الصناعية في إنتاج مواد تساعد على نضوب الأوزون واضمحلاله خاصة مادتي الكلور والبرومين..
وهما مادتان تتميزان بنشاطهما غير العادي، حيث يؤدي هذا النشاط إلى انطلاقهما إلى الفضاء الخارجي حتى يصلا إلى طبقة الأوزون، وعندما تصل ذرات الكلور والبرومين إلى الأوزون فإنهما تقومان فوراً على التفاعل مع الأوكسجين الذي يتكون منه الأوزون.
حيث يتكون الأوزون من ثلاث ذرات من الأوكسجين وعندما تتفاعل ذرات الكلور والبرومين المنبعة من المصانع فإنها تأخذ ذرة من الأوكسجين الثلاثي فيصبح الأوزون يتكون من ذرتين من الأوكسجين بدلاً من ثلاث ذرات عندها يصبح غير فاعل في حماية الأرض من (Active- Rays B).
ومما يزيد الوضع خطورة أن ذرات الكلور والبرومين عندما تتفاعلان مع ذرة الأوكسجين يتكون في الجو ما يعرف بأول أوكسيد الكلور أو أول أوكسيد البرومين، وهذا الأوكسيد الجديد يقوم بالتفاعل مع ذرتي الأوكسجين الباقيتين في الأوزون وتأخذان ذرة أوكسجين جديدة فيبقى لدى الأوزون الذي لم يعد أوزوناً ذرة أوكسجين واحدة.
وبهذه الطريقة يزيد نشاط الكلور والبرومين وتقل نسبة الأوكسجين في طبقة الاستراتوسفير وتصبح طبقة الأوزون غير موجودة، مما يزيد من تهالك هذه الطبقة، وبالتالي زيادة نسبة الأشعة فوق البنفسجية المتدفقة إلى الأرض، ومن ثم زيادة الأمراض خاصة مرضي سرطان الجلد والعمى.
المواد التي تدمر الأوزون
تؤكد مجلة البيئة البريطانية أن جميع المركبات الكيميائية لها نتائج سلبية على البيئة وعلى طبقة الأوزون، حيث إن هذه المركبات تبقى في الجو لفترة طويلة تقوم خلالها بالانتشار في طبقات الجو العليا وعندما تصل هذه المركبات إلى الطبقات العليا فإنها تتأثر بأشعة الشمس، وبالتالي تبدأ في التحلل (نتيجة للحرارة العالية المنبعثة من الشمس).
ومن هذه المواد كما ذكرنا سابقاً الكلور والبرومين والفريونات (cfcs) وغازات التبريد التي تستخدم في المكيفات والثلاجات والمواد التي تستخدم في نفخ الاسفنج ومادة الـ Bfcs المستخدمة في إطفاء الحرائق ومادة الهالونات المعروفة باسم Hbfcs وهذه المادة والمادة السابقة Bfcs تعتبران من المواد ذات القدرة التدميرية للأوزون، إضافة إلى المواد التي تستخدم في قتل الحشرات مثل (بروميد الميثيل). وأشارت المجلة إلى أن جميع هذه المواد تتكاتف معاً من أجل تدمير طبقة الأوزون.
وبالتالي قتل الإنسان الذي يصنعها، ومع أن هناك عدة بروتوكولات دولية تم توقيعها من أجل وقف إنتاج هذه المواد ومن أهمها بروتوكول مونتريال، إلا أن الدول الصناعية لم تلتزم بأي من هذه البروتوكولات، مفضلة مصالحها الخاصة على مصالح العالم كله، حيث إن بريطانيا والولايات المتحدة لا تزالان أكبر دولتين مصنعتين للمواد التي تضر بطبقة الأوزون.
«والراسخون في العالم يقولون آمنّا به» صدق الله العظيم
هل طبقة الأوزون هي فعلاً «السقف المحفوظ»
تقوم التقارير التي نشرتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عام 1997 ونشرتها مجلة The Sience بأن طبقة الاستراتوسفير والتي تتكون من الأوكسجين الثلاثي الذرات «الأوزون» هي الطبقة الوحيدة في الغلاف الجوي التي تحمي الأرض من الأشعة الضارة، خاصة الأشعة فوق البنفسجية.
وأن جميع الطبقات الأخرى التي في الفضاء تسمح لجميع الأشعة الضارة بالنفاذ دون أن تحاول إيقافها، ولقد ذهب تقرير ناسا لأبعد من ذلك عندما أشار إلى أن هذه الطبقة لا تكتفي بحماية الأرض ومن عليها من الأشعة الضارة، بل إنها تلعب دوراً مهماً في تنظيم المناخ.
وذلك عندما تقوم بتحويل الأشعة فوق البنفسجية إلى حرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهواء، فيرتفع معه غاز بخار الماء من على الأرض، ولأن غاز بخار الماء أخف من الهواء فإنه بالتأكيد يستمر في الارتفاع إلى طبقات الجو العليا حتى يلمس طبقة الأوزون فتقوم طبقة الأوزون بحجبه ومنعه من الصعود، وعندما يزيد غاز الماء ويتكاثر فإنه يتحول إلى سحاب وغيوم فيتكثّف ويصبح مطراً.
ويقول التقرير بأن طبقة الأوزون (تحفظ) كل ما هو مفيد للمخلوقات على سطح الأرض، ولولا هذه الطبقة لما بقيت حياة على الأرض أبداً. ويؤكد التقرير أن حجم الأوزون الجوي لا يتجاوز ال«4» كيلومترات مكعبة، ومع ذلك فإن هذه الطبقة تقوم بحماية الأرض ومن عليها من الخلايق.
وتساءل تقرير ناسا قائلاً لو لم تكن هذه «الطبقة تحفظ» كل شيء على الأرض موجودة فهل سيبقى لنا حياة؟؟
على الصعيد نفسه، أكدت الأمم المتحدة أن المعلومات التي لديها تشير إلى أن طبقة الأوزون يمكن أن تعيد بناء نفسها بنفسها، إذا توقف الإنسان عن إطلاق الغازات الصناعية المدمرة لها. وقال تقرير نشرته المنظمة الدولية بأن هذه الطبقة ستستعيد عافيتها عام .